المعركة
رجعت إلى الميدان بعد زيارة للمشهد الحسيني. رأيت زحاما يحدق براقصة وزمار الزمار يعزف والراقصة تتأود لاعبة بالعصا، والناس يصفقون ، والوجوه تتألق بالسرور والنشوة، فكرت غاضبا كيف أفض الجمع. ولكن في لحظة نور رأيت في مرمى الزمن الجميع يهرولون نحو القبر، كأنهم يتسابقون حتى لم يبق منهم أحد.
عند ذاك وليتهم ظهري وذهبت.
الأضواء
استعدت الكاميرا في موقعها، وضبطت الأضواء، وأشار المخرج ببدء التصوير.
تلاقى حبيبان ودار حوار، انتهى تصوير اللقطة، همس الموزع للمنتج وهما يجلسان على مبعدة يسيرة وراء الكاميرا:
لن تصلح لأدوار الحب بعد اليوم، قلبي معها.. أشعلت الممثلة سيجارة لتريح أعصابها من عناء التمثيل.
ووقف المؤلف في زاوية بعيدا عن الأضواء يصغي ويتابع، لا يبالى به أحد.
على مائدة الرحمن
عمرت مائدة الرحمن بالصائمين، ولما ترامى إليهم الأذان تأهبوا وبسملوا وهتف رجل ذو شأن:
- طعامنا حرام على من بقلبه زيغ.
- وندت عن رجل ضحكة عالية لفتت إليه الأنظار.
- أمسك عن الضحك وقال :
- عندي غذاء أجمل فأصغوا إلي.
- ولكنهم أقبلوا على الطعام وهم يسخرون من الرجل .
ولما امتلأت البطون وثقلت الأجفان فغفوا إغفاءة قصيرة. ورأو في نومهم عالما يفتن ويسحر، ولما استيقظوا توجهوا نحو الرجل الضاحك فلم يجدوا له أثرا. وترك الغائب في كل قلب لوعة.
البلياردو
جلست في ركن المقهى الذي تقوم فيه مائدة البلياردو.
وجاء رجل نشط وراح يلاعب نفسه فيرمي الكرة مرة ويرد في الأخرى وقلت له بأدب:
- هل تسمح لي أن ألاعبك فهو أجلب للمتعة.
- فقال دون أن ينظر إلى :
- بل المتعة أن ألعب وحدي وأن يتفرج الآخرون.
- ونظرت حولي فرأيت جميع الزبائن يغطون في النوم.
اللؤلؤة
جاءني شخص في المنام ومد لي يده بعلبة من العاج قائلا :
تقبل الهدية
ولما صحوت وجدت العلبة على الوسادة.
فتحتها ذاهلا، فوجدت لؤلؤة في حجم البندقة.
بين الحين والحين أعرضها على صديق أو خبير وأسأله:
- ما رأيك في هذه اللؤلؤة الفريدة؟
- فيهز الرجل رأسه ويقول ضاحكا:
- أي لؤلؤة .. العلبة فارغة..
- ولم أجد حتى الساعة من يصدقني.
- ولكن اليأس لم يعرف سبيله إلى قلبي.
المصادفة
تحت التمثال تقابلنا مصادفة:
توقفت عن السير، إنه يبتسم ، وأنا أرتبك
صافحته بالإجلال الذي يستحقه فسألني:
- كيف الحال؟
- فأجبت بأدب وحياء:
- الحمد لله، فضلك لا ينسى..
فقال بصوت لم يخل من عتاب رقيق :
- حسن أن تعتمد على نفسك ولكن خيل إلي أنك نسيتني!
- فقلت بحياء.
- لا أحب أن أثقل عليك ولكن لا غنى عنك بحال.
- وافترقنا وقد أثار شجوني تذكرت عهدي الطويل معه عندما كان كل شيء في
حياتي، كما تذكرت فضله وأيامه. تذكرت أيضاً أطواره الأخرى مثل إعراضه وجفائه ولا مبالاته دون تفسير يطمئن إليه القلب.
رغم كل شيء أعتبرت اللقاء مصادفة سعيدة.
الحنين
كنت ألقاه في الخلاء وحيدا يحاور الناي ويعزف لجلال الكون.
قلت له يوما
ما أجدر أن يسمع الناس ألحانك :
فقال بامتعاض:
إنهم منهمكون في الشجار والبكاء!
فقلت مشجعا:
لكل امرئ ساعة يحن فيها إلى الخلاء.
ساعة الحساب
جلس يتناول طعامه في المطعم الصغير بهدوء وشهية ذو مظهر مقبول ووجه مرهق.
في أيام النضال والأفكار والشمس المشرقة تألقت ليلى في هالة من الجمال والإغراء. قال أناس : إنها رائدة متحررة . وقال أناس : ما هي إلا داعرة.
ولما غربت الشمس وتوارى النضال والأفكار في الظل هاجر من هاجر إلى دنيا الله الواسعة.
وبعد سنين رجعوا، وكل يتأبط جرة من الذهب وحمولة من سوء السمعة. وضحكت ليلى طويلا وتساءلت ساخرة.
ترى ما قولكم اليوم عن الدعارة؟
ولما حدث وقت الحساب قال لصاحب المطعم:
- لا تؤاخذني ليس في جيبي مليم واحد، وكنت جائعا لحد الموت.
- بهت الرجل ولم يدر ماذا يصنع
- وكأنه حرص على أن تبقى الواقعة سرا لا يدري به أحد.
الغفلة
كالعصافير يمرحون في كنف الوالدين. البيت الصغير والرزق محدود، ولكنهم لم يتصوروا نعيما يفوق النعيم الذي ينعمون به، وتمادى يوم حار من أيام الصيف بأنفاسه المحملة بالرطوبة فهتفت عصفورة.
- أف.. متى يجئ الخريف؟
- وغمغم وهو يراقبهم من بعيد.
- لماذا تفرطون في الأيام المتاحة الطيبة؟
البلاغة
قال الأستاذ :
- البلاغة سحر . فأمنا على قوله ورحنا نستبق في ضرب الأمثال. ثم سرح بي الخيال إلى ماض بعيد يهيم في السذاجة.
- تذكرت كلمات بسيطة لا وزن لها في ذاتها مثل أنت.. فيم تفكر.. طيب .. يا لك من ماكر.
- ولكن لسحرها الغريب الغامض جن أناس.. وثمل آخرون بسعادة لا توصف.
الطرب
يا له من زمن ، زمن الطرب.
ترسل الحناجر الذهبية أنغامها فتنتشر النشوة كالشذا الطيب النفاذ. وتتخلق في حالة الطرب امرأة جميلة تعشقها القلوب البيضاء ، ولكنها لا تعثر لها على أثر في غير دنيا الطرب .. لقد اختارت قلب الطرب مقاما لها لا تبرحه.
على الشاطئ
وجدت نفسي فوق شريط يفضل بين البحر والصحراء ، شعرت بوحشة قاربت الخوف، وفي لحظة عثر بصري الحائر على امرأة تقف غير بعيدة وغير قريبة . لم تتضح لي معالمها وقسماتها ولكن داخلنا أمل بأنني سأجد عندها بعض أسباب القربى أو المعرفة. ومضيت نحوها ولكن المسافة بيني وبينها لم تقصر ولم تبشر بالبلوغ ناديتها مستخدما العديد من الأسماء والعديد من الأوصاف فلم تتوقف ولم تلتفت.
وأقبل المساء وأخذت الكائنات تتلاشى ، ولكنني لم أكف عن التطلع أو السير أو النداء.
سر النشوة
حلمت بأنني صحوت من نوم ثقيل على أنفاس رقيقة لامرأة آية في الجمال، رنت إلى بنظرة عذبة وهمست في أذني :
إذن الذي أودع في سر النشوة المبدعة قادر على كل شيء فلا تيأس أبدا.
الانبهار
ذاع عنه أنه عالم بكل شيء ، وقصدته الجموع في ركن الطريق الذي يجلس على أريكه فيه، وقال وسيط خير :
- لا وقت للأسئلة السهلة، هاتوا ما لديكم من أسئلة مستعصية.
- وانهالت عليه الأسئلة المستعصية حقا
- وساد صمت عميق ليسمع كل الجواب الذي يعنيه.
- لم أر حركة تدب في شفتيه ولم أسمع صوتا يند عن فيه .
- ورجعت من عنده وسط جموع قد انبهرت بما سمعت لحد الجنون..
الندم
حملت إلى أمواج الحياة المتضاربة امرأة ما أن رأيتها حتى جاش الصدر بذكريات الصبا. ولماذا ذابت حيرة اللقاء في حرارة الذكريات سألتها :
- هل تتذكرين ؟
فابتسمت ابتسامة خفيفة تغني عن الجواب. فقلت متهورا :
التذكر يجب أن يسبق الندم
فسألتني.
كيف تجده.
فقلت بحرارة :
ذو ألم كالحنين.
فضحكت ضحكة خافتة ثم همست:
- هو كذلك، والله غفور رحيم.
المعركة
في عهد الصبا والصبر القليل نشبت خصومة بيني وبين صديق. اكتسح طوفان الغضب المودة فدعاني متحديا إلى معركة في الخلاء حيث لا يوجد من يخلص بيننا ذهبنا متحفزين . وسرعان ما اشتبكنا في معركة ضارية حتى سقطنا من الإعياء وجراحنا تنزف بغزارة.
وكان لابد أن نرجع إلى المدينة قبل هبوط الظلام.
ولم يتيسر لنا ذلك دون تعاون متبادل.
لزم أن نتعاون لتدليك الكدمات، ولزم أن نتعاون على السير.
وفي أثناء الخط المتعثر صفت القلوب ولعبت البسمات فوق الشفاه المتورمة ثم لاح الغفران في الأفق.
حوار الأصيل
إنه جارنا فنعم الجيرة ونعم الجار
عند الأصيل يتربع على أريكة أمام الباب متلفقا بعباءته.
بذلك يتم للميدان جلاله وللأشجار جمالها، وعندما تودع السماء آخر حدأة يرجع أبناؤه الثلاثة من أعمالهم.
وعشية السفر إلى الحج نظر في وجوههم وسألهم:
- ماذا تقولون بعد هذا الذي كان؟
- فأجاب الأكبر :
- لا أمل بغير القانون.
- وأجاب الأوسط.
- لا حياة بغير الحب.
- وأجاب الأصغر:
- العدل أساس القانون والحب.
- فابتسم الأب وقال :
- لابد من شيء من الفوضى كي يفيق الغافل من غفلته .
- فتبادل الإخوة النظر مليا، ثم قالوا في نفس واحد.
- الحق دائما معك.
الرحلة
بقضاء لا راد له حملني الإذعان إلى أرض الغربة وعلمت أن الواقعية آتية لا ريب فيها ، غدا أو بعد غد.
انتظر قليلا ولا تتعجل المجهول.
وقال الطيبون : لا تخف فقد سبقناك في نفس الطريق.
تنبسط أمامي حديقة مترعة بالحسن، وتذهب الفاتنات وتجئ، ودعيت للغناء، ولكني شغلت بالخواطر والهواجس، وانتزعت حواسي لاجتياز الغابة الدامية.
لم يبق لي منها إلا ذكريات أشباح وأصداء كوابيس خانقة، وأثر باق لمعركة طاحنة
وقالوا : إن لك التجوال في رياض الشمال، ولكن قلبي نازعني إلى الملعب بين السبيل والتكية.
وصلت وأنا ألهث.
الوجه والإهاب والنظر كل شيء تغير
وتلقاني الأحبة ، ومن حولهم ترامى الجليل بهوائه وضجيجه وقال لي قلبي : استقر في ظله ، وليحفظه الصمد.
الشذا
نظر إلى الوراء طويلا فلم يبق منه إلا ما يبقى من الورد بعد جفافه، اللهو وصفاء الأحلام ودفء السيدة الحنون هي دائما كبيرة ولكن لا تجوز عليها الشيخوخة ودائما تلهج بالدعاء.
وتعرض بعد الظلام ناشرا لواء الفراق وتحرك طابور الوداع وتأوه العريس الذي لم يتم زفافه، وتلاشت وجوه الحب وعبق الجو بالشذا الطيب.
المهمة
قالت لي أمي
اذهب إلى جارتنا وقل لها هاتي الأمانة
فسألتها وأن أهم بالذهاب :
وما الأمانة؟
فقالت وهي تداري ابتسامة :
لا تسأل عما لا يعنيك ولكن احفظها عندما تتسلمها كأنما هي روحك .
وذهبت إلى جارتنا وبلغتها الرسالة فحركت أعضاءها لتطرد الكسل ، وقالت :
يجب أن ترى بيتي قبل ذلك.
وأمرتني أن اتبعها ومضت أمامي وهي تتبختر.
وانقضى الوقت مثل نهر جار
وكانت أمي ترد على خاطري
أحيانا، فأتخيلها وهي تنتظر.
وفي وصف العاصفة
زلت قدمي في ليلة عاصفة ممطرة فآويت إلى دكان عطار، وسألت العطار ؟
متى تهدأ العاصفة؟
فأجاب بهدوء:
ربما بعد دقيقة واحدة وربما استمرت حتى مساء الغد.
ولمحت على ضوء مصباح الدكان شخصا يهرول في الخارج ، ناشرا فوق رأسه مظلة سوداء . شعرت بأنني لا أراه لأول مرة رغم أنني لا أعرفه ، والحق أنني لم أرتح إليه. وقال له العطار.
- لا لوم على من يؤثر السلامة في هذه الليلة.
فقال الرجل وهو يمضي دون توقف:
- أنا لا أخلف الميعاد.
- وجاءت سيدة جميلة لتلوذ بالدكان، فنسينا الرجل ومظلته.
- الظاهر أن المرأة رأت أن تنتهز الفرصة لتتسوق فسألت العطار :
- هل عندك دواء للوساوس والأرق؟
- فأشار الرجل إلى برطمان وقال:
- ليس في الدنيا ما هو أجمل من الصحة وخلو البال.
المخبر
كنت أتأهب للنوم عندما طرق الباب طارق، فتحت الشراعة فرأيت شبحا يكاد يسد الفراغ أمام عيني وقال :
مخبر من القسم :
ومد لي يده ببلاغ يأمرني بالحضور مع المخبر لأمر هام.
أصبح من المألوف في حينا أن يذهب هذا المخبر إلى أي ساكن لاستدعائه . يذهب في أي وقت ودون مراعاة لأي اعتبار، ولا مناص من التنفيذ ولا مفر، ولم أجد جدوى من المناقشة، فرجعت إلى غرفة نومي لارتداء ملابسي . سرت في إثره دون أن نتبادل كلمة واحدة.
ولمحت في النوافذ أشباح الناس يتابعوننا ويتهامسون.
إني أعرف ما يتهامسون به، فقط طالما فعلت ذلك وأنا أتابع السابقين.
الريح تفعل ما تشاء
قد ضجرت الساعة من دقة عقاربي في الزمان الأول.
وعقدت حبال العزيمة حول ذراع الأمان ونمت . ولكن حملتني ريح الغربة فوق السحاب صادعة بأمر المجهول لم يكن في نيتي ما أفعل ولا فعلت ما كنت نويت.
وأيقظني رفيقي الرقيق من غفوتي قائلا : "غدا نسفك الدماء " فقلت مشهدا الكون على استسلامي المطلق " لتكن مشيئة الله ".
المرشد والبائعة
من أول يوم اكتشفت أن عملي في المنطقة يحتم على التجوال المستمر في أنحائها. سألت عن مرشد طريق فدلوني على رجل يقيم بالدرب الأحمر، تبين لي أنه أعمى، ولكن أهل الحل والعقد أكدوا لي صدق فراسته وعمق خبرته، وحفظه زوايا الحي عن ظهر قلب.
وتأبطت ذراعة فسار بي بقدمين ثابتتين وسرعان ما وثقت به وآنست إليه .
كان يمكن أن أبقى معه وحده حتى نهاية العمر، لولا أن صادفتنا ذات يوم بائعة خبز ذات حسن، فودعت مرشدي وسرت معها. وتجمعنى الطريق أحياناً بمرشدي القديم فأحييه بوجد، ولكنه يرد علي بفتور ويمضي كل في سبيله.
وربما حلا لنا في بعض أوقات الفراغ أن نذكره في سياق الدعابة والعبث، ولكن هيهات أن ينكر عاقل فضله.
سلم نفسك
خطر على بالى فتفجر قلبي بالشوق، ذهبت إلى مسكنه في آخر مساكن الضاحية المحفوفة بالحقول.
مضى عمر على آخر زيارة ، ولكن جئت في وقت مناسب.
قال ذلك وهو يشير إلى خوان قصير، وضعت عليه صينية بالعشاء المكون من سمك مشوي وزيتون مخلل وخبر ساخن.
ودعائي للعشاء فجلست.
وما كدنا نبسمل حتى ترامي إلينا صوت من مكبر يصيح " سلم نفسك".
وثب إلى مفتاح الكهرباء فأغلقه ، فساد الظلام، وسرعان ما انهال علينا الرصاص من جميع الجهات كالمطر.
وقلت لنفسي وأنا ارتعد من الرعب " سعيد من يستطيع أن يسلم نفسه".
بعد الخروج من السجن
غص البهو بطلاب الحاجات. جلسنا نتبادل النظر في قلق، ونمد البصر إلى الباب العالي المفضي إلى الداخل المغطي بجناحي ستارة عملاقة خضراء.
متى يبتسم الحظ ويجئ دوري؟ متى أدعى إلى المقابلة فأعرض حاجتي وأتلقى الرجاء الباب مفتوح لا يصد قاصدا، ولكن لا يفوز باللقاء إلا أصحاب الحظوظ.
على ذلك تمضي الأيام، فأذهب بصدر منشرح بالأمل ثم أعود كاسف البال وخطر لي خاطر: لماذا لا أختفي في مكان في الحديقة حتى إذا أنفض السامر وخرج الرجل لرحلته المسائية رميت بنفسي تحت قدميه.
لكن الخدم انتبهوا لتسللي ، وساقوني إلى القسم، ومن القسم إلى السجن، فألقيت في ظلماته عبثا حاولت تبرئة ساحتى كيف أذهب طامعا في وظيفة شريفة ، فينتهي بي المآل إلى السجن؟
وانتهى إلينا التهامس بأن الرجل الجليل سيزور السجن، ويتفقد حاله، ويستمع إلى شكاوي المظلومين.
عجب أن تيسر لي في السجن ما تعذر في الحياة. وهذه حاجتي إلى عطفه تشتد وتتضاعف وأحنيت رأسي بين يديه وقصصت قصتي لم يبد عليه أنه صدق ولم يبد عليه أن كذب قلت بضراعة:
كل ما أتمنى أن يسمح لي باللقاء بعد الخروج من السجن. فقال بصوت هادئ وهو يهم بالسير:
بعد الخروج من السجن.
سوبر مان