شريف هدهد Admin
عدد الرسائل : 506 تاريخ التسجيل : 13/12/2006
| موضوع: موسم مبادرات السلام.. إلي أين الجمعة ديسمبر 29, 2006 5:46 am | |
| موسم مبادرات السلام.. إلي أين ؟ بقلم : د.أحمد يوسف القرعي
أخيرا.. وبعد بيات شتوي طالت سنواته انطلقت مبادرات قديمة وأخري جديدة لمحاولة إحياء عملية السلام التي أجهضها أرييل شارون طوال ست سنوات عجاف.. ولكن التساؤل الذي يجب طرحه من أي مربع تنطلق تلك المبادرات؟ هل من المربع الذي توقفت عنده أوسلو.. أو من المربع الذي تجمدت فيه خريطة الطريق؟ وأي مربع تستهدف تلك المبادرات الوصول إليه؟... هل إعلان قيام دولة فلسطينية.. وماهي حدودها وماهي عاصمتها؟ بمعني مستقبل القدس بين إسرائيل والدولة الفلسطنيية؟..
أسئلة وتساؤلات واستفسارات لا تجد إجابة( جامعة مانعة) ويشوبها غموض انطلاق تلك المبادرات في هذه المرحلة الزمنية من كل فج لكن لا يصعب علي المراقب أن يري المايسترو الأمريكي يقود حاليا جوقة تلك المبادرات( لشيء في نفس يعقوب) لتصب كلها في خريطة الطريق التي هي صناعة أمريكية وما يؤكد هذا أن الولايات المتحدة هي الطرف الوحيد الذي حدد المربع الذي تنطلق منه تلك المبادرات وجاء هذا في تصريح الرئيس الأمريكي بوش عندما صرح بأن المربع الذي ينطلق منه التحرك الأمريكي حاليا هو المرحلة الثانية من خريطة الطريق التي يتولي الأربعة الكبار( روسيا والاتحاد الأوروبي والأمين العام للأمم المتحدة مع الادارة الأمريكية) تسويقها في أسواق الشرق الأوسط في محاولة لسحب البساط من تحت أقدام المبادرة العربية( قمة عام2002) التي تشكل ثوابت الموقف العربي والحدود الحمراء لأية تسوية تجري في المنطقة.
وقبل التعرف علي معالم المربع الذي تنطلق منه المبادرة الأمريكية الحالية لتحريك خريطة الطريق نشير إلي مجمل المبادرات التي انطلقت من عواصم أوروبية مختلفة دون بروكسل بمعني أنها لا تتحدث باسم الاتحاد الأوروبي بل كل يغني علي ليلاه.. ولعل مبادرة بلير رئيس وزراء بريطانيا تؤكد هذا في سياق تحسين صورته قبل توديع مبني(10 داوننج ستريت).
ومن لندن إلي مدريد حيث قدمت اسبانيا مبادرة دعمتها إيطاليا وفرنسا وفي اطارها لعبت إيطاليا دورا في التمهيد للقاء أبومازن وأولمرت أخيرا واتفقا في اللقاء علي توسيع الهدنة لتشمل الضفة الغربية أيضا.
ومن مدريد إلي تل أبيب حيث فتحت مبادرات السلام مع تعددها وتنوعها فتحت شهية حزب الليكود الإسرائيلي بزعامة نتانياهو وأراد المشاركة فيها رغم أنه أجهض مبادرة أوسلو في مقتل عندما كان رئيسا للوزراء.. أيا كان الأمر فإن وكالات الأنباء قد أشارت إلي عزم الحزب التقدم بمبادرة تحمل رؤية الليكود وهي رؤية متطرفة لا تعترف بوجود دولة فلسطينية وتكتفي بمنح الفلسطينيين حكما ذاتيا مدنيا وبعض الحقوق السياسية المحدودة. وهذا يعني أن الليكود( الحزب المعارض للحكومة الإسرائيلية) يرفض كل المبادرات المطروحة التي تمهد لقيام دولة فلسطينية ويطالب بضم60% من أراضي الضفة بما في ذلك مئات آلاف الفلسطينيين الذين يسكنون فيها لإسرائيل وإبقاء المستوطنات علي حالها, في المقابل منح الفلسطينيين حرية حركة بواسطة منظومة طرق منفصلة لليهود والعرب ولعل مبادرة الليكود أخطر مبادرة تهدد صرح عملية السلام برمتها. *** ونعود إلي المبادرة الأمريكية التي حددت معالمها بالمرحلة الثانية لخريطة الطريق.. وتتلخص المبادرة في خطة إعلان قيام دولة فلسطينية مستقلة بحدود مؤقتة بنهاية2007 بزعم أنها خطوة من خطوات المرحلة الثانية من خطة خريطة الطريق, وتري الادارة الأمريكية أهمية مثل تلك الخطوة في سياق اعلان اقامة دولتين فلسطينية وإسرائيلية جنبا إلي جنب خلال اطار زمني معقول.. وكلمة معقول هنا غير محددة الزمان. والأخطر من كل هذا أن خريطة الطريق لم تعط ضوءا أخضر للقدس كعاصمة للدولة الفلسطينية.
ولعل الادارة الأمريكية تراجع خريطة الطريق في ضوء فتوي محكمة العدل الدولية بشأن الجدار العنصري وتأكيد الفتوي علي مكانة القدس في التسوية السلمية, وكذا علي ضوء قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي صدر منذ أسبوعين ليؤكد الفتوي من ناحية ويؤكد من ناحية أخري كل القضايا الرئيسية لعملية السلام وأبرزها القدس واللاجئون والمياه... الخ.
وأخيرا.. فإن القضية الفلسطينية لم تعد في حاجة إلي مبادرات جديدة بقدر ماهي في أشد الحاجة إلي استكمال مبادرة أوسلو التي ضلت الطريق علي أيدي نتانياهو عام1999 ثم شارون حتي مثوله للنوم العميق خلال2006
| |
|