شريف هدهد Admin
عدد الرسائل : 506 تاريخ التسجيل : 13/12/2006
| موضوع: شعب خلف الأسوار الأحد يناير 07, 2007 6:41 am | |
| شعب خلف الأسوار! بقلم: رجـب البنـا ماتردده الإدارة الأمريكية والحكومة الاسرائيلية عن الارهاب الفلسطيني بتجاهل عن عمد أحوال البؤس وخيبة الأمل والشعور باليأس التي يعيش فيها الشعب الفلسطيني نتيجة لعدم وجود أفق سياسي أو أمل في الانفراج مما يدفع بعض الشباب الي التضحية بأرواح بشرية, بما فيها أرواحهم أملا في أن يتحرك الضمير العالمي لانقاذ هذا الشعب مما هو فيه.. ولا أحد في الادارة الامريكية يتحدث عن بشاعة عمليات القتل والقصف ضد المدنيين وتدمير المرافق الاساسية ومصادرة الاراضي واقتلاع الأشجار وهدم البيوت والحصار العسكري والاقتصادي واغلاق المعابر, وهذه بعض مظاهر الارهاب الاسرائيلي المسكوت عنه!
وتعلم الادارة الأمريكية أن اسرائيل وضعت703 حواجز عسكرية داخل الاراضي الفلسطينية وحولها, واغلقت سوق العمل امام الفلسطينيين في اطار حرب التجويع, وصادرت مساحات كبيرة جدا من الاراضي, ذلك يبدو قليلا بالمقارنة بالآثار الناتجة عن جدار الفصل العنصري الذي أقامته اسرائيل في ظل الصمت ـ ـ بل الرضا ـ الأمريكي.
في تقرير للباحث الفلسطيني داود الديك أن هذا الجدار الذي بدأت اسرائيل اقامته عام2002 الحق أضرارا فادحة وتدميرا هائلا للبنية الاقتصادية والاجتماعية, وعلي سبيل المثال الحق الجدار أضرارا بثلاثة وخمسين تجمعا فلسطينيا تضم اكثر من142 ألف نسمة, ودمر83 ألف شجرة زيتون وفواكه و37 كيلو مترا من شبكات الري, و15 كيلو مترا من الطرق الزراعية, وتسبب في عزل284 ألف دونما. بالاضافة الي ذلك فإن هذا الجدار يعرقل ـ ويمنع ـ تقديم خدمات العلاج والتعليم في المناطق المحصورة والمحاصرة, ويفرض قيودا علي حرية حركة المواطنين والمزارعين والبضائع والعاملين في الخدمة العامة.
أما الآثار الاجتماعية والتنموية لجدار الارهاب الفلسطيني فيحصرها داود الديك في قائمة طويلة منها: ضرب النسيج الاجتماعي, وتراجع التعليم ومعدل الالتحاق بالمدارس, وكذلك تراجع مستويات الخدمات الصحية, وصعوبة الوصول إلي مصادر المياه, وانتشار البطالة, وزيادة حدة الفقر, والحد من حرية الحركة, وتجزئة الأرض الفلسطينية الي اجزاء غير متصلة, وتدمير قطاع الزراعة ومنع التصدير, وهدر فرص الاستثمار, واستنزاف الموارد الطبيعية والاقتصادية والبشرية.
هكذا يعيش الشعب الفلسطيني في ظل سياسة الاخضاع, والتبعية الكاملة( الاقتصاد الفلسطيني رهينة للاجراءات الاسرائيلية البالغة القسوة ـ الاستيراد والتصدير وتحويل الأموال والسفر للخارج خاضعة لسلطات الاحتلال وسبق أن قطعت الحكومة الاسرائيلية التيار الكهربائي عن قطاع غزة بالكامل ضمن سياستها الخاصة بالعقاب الجماعي للشعب الفلسطيني) ونتيجة لذلك حدثت تشوهات في هياكل الانتاج, وفي سوق العمل, وفي العلاقات الاقتصادية مع العالم الخارجي وخصوصا مع البلدان العربية وحتي مع اسرائيل ايضا, وتشوهات في الموارد المالية, وفي المرافق العامة والبنية التحتية.
ولايمكن توصيف الحالة ألا بأنها عملية تدمير منهجي لمقومات الحياة الأساسية للشعب الفلسطيني بأكمله. حتي وصل الأمر الي اعتماد المؤسسات الفلسطينية الرسمية والأهلية علي التمويل الخارجي, بعد انكشاف المجتمع وتدمير القدرات الذاتية.
يقول التقرير إن حالة التدهور التي سببها الاحتلال أدت إلي خلخلة أدوار المؤسسات المجتمعية: العائلة, والأحزاب, ومؤسسات المجتمع المدني, والمؤسسة الدينية, وهذا ما يؤدي الي الفوضي والانفلات الأمني, وماذا يمكن توقعه في مجتمع يقع85% منه تحت خط الفقر والحرمان من حقوق الانسان الطبيعية, ويعاني من القهر في كل لحظة لأن كل شئون حياته ـ بل إن حياته وقتله ـ رهن بقرارات واجراءات سلطات الاحتلال.
ومن المضحك ـ المبكي ـ أن الولايات المتحدة تتحدث في المحافل الدولية عن ضرورة نشر حقوق الانسان والديمقراطية في انحاء العالم ـ فيما عدا الشعب الفلسطيني ـ وتتحدث عن حق كل شعب في التنمية كجزء لايتجزأ من عملية الحراك للوصول الي التحرر الانساني بمعناه الشمولي, وتتنكر ـ أو تنكر ـ حق الشعب الفلسطيني في التنمية والديمقراطية. ويا ضمير العالم.. أين أنت؟! | |
|