افتتاح الدكتور هانى وزير التعليم العالى للمؤتمر السنوى لمجمع

خلال افتتاحه للمؤتمر السنوي لمجمع اللغة العربية فى دوته 72 والذي يواكب احتفال المجمع بعيده الماسي وبحضور أعضاء المجمع من مصر والدول الشقيقة والصديقة وأعضاء المؤتمر وضيوفه، أشاد الدكتور هاني هلال وزير التعليم العالي والدولة للبحث العلمي بدور مجمع اللغة العربية ووصفه بـأنه ليس مجرد أكاديمية لغوية عالمية تحمل رسالة علمية واجتماعية حيوية ومسؤولية بالغة الأهمية فى الحفاظ على واحدة من أشرف اللغات في العالم وأهمها كما أنه ليس مجرد هيئة جامعة متخصصة في علوم العربية وآدابها، بل أن رسالته منذ إنشائه في أوائل القرن الماضي تجعل منه حصناً حصيناً ينافح عن لغة القرآن الكريم ومرجعاً يتم فيه الحفاظ على ألفاظ اللغة العربية وتراكيبها وتنمية الثروة اللغوية وجعل لغة الضاد دائماً مواكبة لأحدث مستجدات العلوم والآداب والفنون وقادرة على استيعاب ألفاظها ومصطلحاتها فضلاً عن دوره الحيوي في رصد التغيرات التاريخية التي تطرأ على استخدام المجتمع للغة ومشروعاته العملاقة فى مجال المعاجم التى أتم فيها إنجازات مشكورة .
ونوه الوزير باختيار المجمع لمشروع المعجم التاريخي للغة العربية محوراً لمؤتمره هذا العام كمشروع عملاق تقوم عليه وتضطلع به مؤسسة عملاقة ويستحق كل التأييد والمساندة وتوقع منه نتائج ايجابية جمة تعود على الأمة العربية لغة وثقافة وهوية، كما أعرب الوزير عن سعادته بتوجيه الدعوة للعلماء واللغويين والمعجميين للكتابة فى محاور المعالجة الحاسوبية للمعجم التاريخي للغة العربية ومدونات العربية الفصحى في عصوره أو استقراء التجارب العالمية فى مجال المعاجم التاريخية أو غيرها من قضايا المعجم التاريخى سواء عن طريق البناء أو التبويب .
ورصد الوزير بعض التحديات التي تواجه المجتمعات العربية في سعيها لتحقيق التنمية والنهضة وفى مقدمتها : مشكلة الازدواجية اللغوية التي تعانى منها بعض الدول العربية وما خلفته من أمراض البعد عن اللغة الأم والتوجه إلى اللغات أجنبية أو لهجات محلية أو عامية إضافة إلى الطفرة العلمية التي يشهدها العالم بشكل غير مسبوق في التاريخ الانسانى والتشرذم الذي يشهده العمل في مجالات الترجمة والتعريب من بلد عربي إلى آخر وضرورة بذل الجهد للحد من مشكلة اختلاف الترجمات والمصطلحات من بلد عربي إلى آخر فضلاً عن اتصاف اللغة العربية بصفة الثبات النسبي في الأصوات والتراكيب والمعجم وهو ما لم تشهده لغة عبر العصور ويخالف ما يجمع عليه اللغويون حول العالم من أن اللغة كائن متغير الأمر الذي يتطلب جهوداً ضخمة من المهتمين باللغة العربية وعلى رأسهم أعضاء المجامع اللغوية لتظل لغتنا متميزة بصفة الحياة المستمرة التي تميزت بها طوال القرون الماضية وتكون في الوقت نفسه قريبة إلى قلوب وعقول أبنائها ولاسيما الأجيال الجديدة التي درجت على التعامل مع منجزات العصر وتحدياته .
وفي بداية الاجتماع أكد الدكتور محمود محفوظ رئيس مجمع اللغة العربية على دور المجمع التاريخي كحصن للغة العربية ثم عرض الأستاذ فاروق شوشة أمين عام مجمع اللغة العربية تقريراً شاملاً عن نشاط المجمع بين دورتين الدورة الواحدة والسبعين والدورة الثانية والسبعين تضمن الأنشطة العلمية المختلفة التي نظمها المجمع والمسابقات شاملة المؤتمرات والندوات والمسابقات وتأبين علماء راحلين ، أعلن أنها تقرر مضاعفة قيمة جوائز التي يمنحها المجمع عشرة مرات .
ومن ناحية أخرى أفتتح د. هاني هلال وزير التعليم العالي والبحث العلمي أعمال مؤتمر برنامج القرن الواحد والعشرين الذي تنظمه هيئة فولبرايت تحت عنوان " التعليم العالي في القرن الواحد والعشرين : ـ التحديات الدولية والاستجابة القومية بالجامعة الأمريكية " ، بحضور السفير الأمريكي فرنسيس بيتشر دوني وديفيد أرنولد رئيس الجامعة الأمريكية، وصرح خلال كلماته العديد من القضايا حول التعليم العالي وبرامج تطوير وجهود تحقيق الجودة، يشارك في المؤتمر ممثلي وزارات التعليم في مصر ، وأثيوبيا ، باكستان ، وأساتذة من البرتغال والمملكة المتحدة ، وأمريكا وأوغندة ، ويناقش المؤتمر دور المجتمع والجامعات الخاصة والأهلية للتعليم العالي وتطبيق نظم الجودة في إصلاح التعليم العالي في ظـل العولمة .
والجدير بالذكر أن برنامج باحثي القرن الواحد والعشرين التابع لهيئة فولبرايت يقام تحت رعاية مكتب الشئون التعليمية والثقافية بالولايات المتحدة الأمريكية ، ويهدف البرنامج إلى تشكيل روابط فعالة بين عدد من الباحثين من مختلف أنحاء العالم لتضافر الجهود في مجالات العلم والمعرفة المختلفة من خلال موضوعات تحظى باهتمام عالمي ويمثل الأساتذة مجالات ثقافية مختلفة ويعملون جميعاً على تقدم الفهم الإنساني عبر الثقافات المختلفة . 20/3/2006